الحس القومي في الأدب الفكري العربي الحديث: "طبائع الاستبداد" للكواكبي و"يقظة الأمة العربية" للعازوري مثالان

الملخص

يُعاين هذا البحث تاريخَ الأفكار العربية في الحركات الإصلاحية الداخلية من يقظة الحسِّ القومي العربي ونشأة الحركة القومية وتطوُّرها منذ أواسط القرن التاسع عشر حتى بداية الحرب العالمية الأولى، مع النظر في أعمال المفكرَينِ العربيَّينِ؛ عبد الرحمن الكواكبي، ونجيب عازوري، وكتابيهما "طبائع الاستبداد" (1902)، و"يقظة الأمة العربية" (1905)، فقد تبيَّن أن معظم الكتابات التي تناولت تلك الحقبة التاريخية، اعتَنَتْ بعرضِ جانبٍ من دونِ غيرِه، أو ببلدٍ عربي من دونِ آخر، أو تسردُ الأحداث والوقائع من باب أفكار ورؤًى أثارتها، أو أن بعضَها يصبُّ هذه الأحداث والوقائع في سياقٍ اعتقادي بعينِهِ، لتأكيد وجهة نظرِهِ الخاصة، ومع ذلك حاولتُ الإفادة منها جميعًا في كتابة هذا البحث، كُلُّ بحسبِ مجاله واهتمامه، وذلك لغرض تقديم إضاءة تاريخية فكرية لمكانة الكواكبي والعازوري في التاريخ العربي وفي عصر النهضة، في عرضٍ يستند إلى نظرة تتحرَّى الموضوعية، ولا يغفل التفاصيلَ المهمَّة والمؤثِّرة، ولا أقول إن الوارد في هذا البحث وافٍ تمامًا، فلعلَّ دراسات أُخَرَ تُبين بَعْضَ الأوجه التي أُغفلت أو أُوجزت، فتُستدرك ويُتوسع فيها، وهذا من طبيعة البحث العلمي، في المجالين الفكري والتاريخي بخاصة.