أبو جعفر الرعيني الغرناطي أوَّل من ألَّف في المثلثات اللغوية القرآنية: بحثٌ في معالم الصنعة والجدة والتفرد

الملخص

يعنى هذا البحث بالكشف عن طَفْرة أندلسية في علْمِ إعراب القرآن وفنِّ المثلثات اللغوية، اضطلع بها الإمام أبو جعفر الرُّعَيْنِيُّ (ت779هـ) في كتابه "تحفة الأقران فيما قُرئ بالتثليث من حروف القرآن"؛ إذ يعدُّ هذا الكتاب أوَّلَ ما أُلِّف في المثلثات اللغوية القرآنية، ويشي بنبوغ المغاربة في التأليف، وابتكارهم المباحثَ الطريفة، ومجاوزتهم مَنْ قبْلَهم شكلًا ومضمونًا، وقد طور فيه الرعيني مفهوم المثلثات باسترفاده من القرآن الكريم وقراءاته المتواترة والصحيحة والشاذة، ومن ثم يجيب البحث عن إشكالين هما؛ هل كان الرُّعيني مجدِّدًا في حقل المعرفة الشرعية واللغوية لـمَّا صنع كتابه؟ وهل يمكن أن تكون للقرآن مثلثاتٌ لغوية خاصة به؟ وقد توسَّل البحث بالمنهج التاريخي في التعريف بالإمام الرُّعيني، والمنهج الوصفي في تقديم الكتاب والتعريف به شكلًا ومضمونًا، ثم المنهج التحليلي في الوقوف على معالم الجِدَّة في الكتاب، والاجتهادات العلمية المنتقاة التي ناقش فيها الرعيني علماء اللغة والمفسرين قبله، ومن أبرز نتائج هذا البحث التنويه بالإمام الرُّعيني وكتابه واجتهاداته فيه.